إلى الصديقة.

أما بعد فلقد مرّت ثمانيةُ أعوامٍ مُنذُ ودعتُك في ساحةِ الثانويةِ الرابعةِ والخمسين، وكنتُ يومها متماسكة بل أزعمُ أنّي كنتُ متبلدة، لكنّ وداعكِ كان القشّة التي قصمت ظهر البعير، حينها فقط أجهشتُ بالبكاء.

تقول الفتياتُ دائمًا أننا نبكي في نهايةِ كُل عام دراسيّ لأننا نعلمُ صعوبة اللقاء بعدها، أما أنا فلقد بكيتُ من صميم قلبي ذلك اليوم لأني أعرفُ تمامٍا أنني لن أُصادف من يشبهك أبدًا، ولقد كنتِ بمثابة القطعة الناقصةِ من قلبي. إضافةً إلى صعوبةِ اللقاء!

الصداقةُ أعمقُ من الحُب، لطالما قلتُ ذلك، الصداقة تخرجُ أفضل ما فينا على الرغم من أننا لا نكون على طبيعتنا مثلما نكون مع أصدقائنا، لأنها تمنحنا الأمان بأن نكون مقبولين على أيّة حالٍ كُنّا. وكلُ الحبِ في الصداقة!

صديقتي، لقد سخرتِ منّي كثيرً في أيامنا تلك وكنتُ ترددين دائمًا “يعني متوقعة إننا بنصير صديقات حتى بعد ما نجيب أطفال؟” وكأنّك تقولين: وهل تدومُ الصداقةُ أبدًا طويلًا؟ أما وقد دامت عقدًا كاملًا فما قولكِ الآن؟ وإني لأسأل الله أن تدومُ حتى يوافيني الأجل.

صديقتي، يصعبُ على المرء أن يكونَ أنتِ، ميمونةً في كل ما تصنعين. متّزنة الفكر خفيفة الظل. عارفةً معنى الصداقةِ الحقيقية. فلتعرفي هذا ولتعرفي أنّي هُنا، وأنّى أتمنى أن الحُزن مجردَ نبته أستطيع اقتلاعها من جذورها بيديّ، ولكن هيهات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نُشرت بواسطة

iafnanela

. مسلمة، عربية، فنانة، ‏نصف كاتبة، متيمة بالجمال والفن، أرسم وأصور أحيانا، مصممة أزياء مستقبلية.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s