كان لي صديقة فتنتني رؤيتُها للأشياء والأشخاص على غيرِ ما يراها بقيةُ النّاس، فهي تستطيع بطريقة عجيبة أن ترى من الجمال ما يخفى عن العين العادية، وحاولت بدوري كثيرًا حتى أفلحت أن أرى كما ترى هي أو لعلني أقول “بطريقتها!” فلا أحد يستطيع أن يرى كما يرى غيرُه وكلُنا مميزون بطريقة أو بأُخرى. وأنتم، هل فكرتم أن تروا الأشياء العادية بطريقة غير عادية؟ أن تُفتشو في جمالياتها الصغيرة! هل فكرتم مثلًا أن النقش الذي ترونه بشكل يومي -تقريبا- على كوبكم المفضل، جميل جدً بشكل لم تلحظوه قبلا؟ هل فكرتم كيف تنساب خُصل شعركم على أكتافكم؟ أو كيف تتثنى وتتجعد؟ هل فكرتم بالطريقة التي يقفز فيها العصفور منتقلا من مكان إلى آخر، بطريقة رشيقة لطيفة؟ ملايين الأشياء تنتظركم، لأن جمالها العادي الذي ترونه كل يوم ليس إلا قشرة، تنتظر شخصًا مميزا ليزعها عنه.
توقفوا عن النظر بطريقة عادية، توقف أنت عن النظر بطريقة عادية.. فأنت لستَ إنسانًا عاديًّا.
*العنوان شطر من بيت لإيليا أبو ماضي.