كنتُ سأكتُب هذه المرّة عن الحب بناءً على طلب الكثير، لكن وصلني بالأمس القريب خبر أفجعني وآلمني، فلقد انتقل إلى رحمة الله أبُ إنسانة عزيزة على قلبي فأحسستُ بالسُخف أن أكتُب عن الحب أمام رهبة الموت. هكذا يفعل الموت، يجتثك من أوهام الحياة وإن كانت أجمل الأوهام ملقيًا إياك أمام الحقيقة. وكأنهُ يعطيك صفعة قوية أن انتبه، هذه هي الحياة! فأي شيء، أيُ قيمةٍ قد تصمدُ أمامه؟ الغنى؟ الأمان؟ العلم؟ الشُهرة؟ لا شيء!! الموتُ هو الشيء الحقيقي الوحيد في هذه الحياة، هو بداية البداية، وكأننا نعيش لنموت. فكيف أكتُب عن الحُب في حضرة الموت؟ وكيف أكتبُ عن الفقد في حضرة الغياب الأكبر؟ وما عساي أقول ليغسل حزنهم في فقد الركن الشديد من دارهم؟ لا شيء سوى أنه انتقل إلى من هو أرحم به منا، وأننا ماضون إلى ما سبقنا إليه. أخيرًا أقول، اعتزلوا كلام العشاق، لا شيء أشد من فقد الوالدين.. لا شيء أقسى على القلب.
“اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار”